Al-Resala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالتسجيلأحدث الصوردخولالرئيسية

 

 في باب ملاطفة اليتيم والضعفاء 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
FTNFTN

FTNFTN


انثى
عدد الرسائل : 712
البلد : JORDAN
تاريخ التسجيل : 26/07/2007

في باب ملاطفة اليتيم والضعفاء 2 Empty
مُساهمةموضوع: في باب ملاطفة اليتيم والضعفاء 2   في باب ملاطفة اليتيم والضعفاء 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 06, 2007 5:10 pm

وقال تعالى( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين(1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)[الماعون:1ـ3]

الـشـرح


ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في سياق الآيات التي فيها الحث على الرفق باليتامى ونحوهم من الضعفاء، قال : وقال تعالى : ( أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) .

( أَرَأَيْت ) يقول العلماء : إن معناها أخبرني ، يعني أخبرني عن حال هذا الرجل وماذا تكون . والدين : الجزاء ؛ يعني يكذب بالجزاء وباليوم الآخر ولا يصدق به ، وعلامة ذلك أنه يدع اليتيم يعني يدفعه بعنف وشدة و لا يرحمه .

( وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) أي : لا يحث الناس على طعام المسكين ، وهو بنفسه لا يفعله أيضاً ، ولا يطعم المساكين ، فحال هذا والعياذ بالله أسوأ حال ؛ لأنه لو كان يؤمن بيوم الدين حقيقة لرحم من أوصى الله برحمتهم ، وحض على طعام المسكين .

وفي سورة الفجر يقول الله تعالى: (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الفجر: 17 ،18] ،وهذه أبلغ مما في سورة الماعون لأنه قال : ( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وإكرامه أكثر من الوقوف بدون إكرام ولا إهانة ، فاليتيم يجب أن يكرم .

وتأمل قوله : ( بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته ، أما اليتيم فالإكرام . فإن كان غنياً فإنه يكرمه ليتمه ولا يطعم لغناه ، وإن كان فقيراً ـ أي اليتيم ـ فإنه يكرم ليتمه ويطعم لفقره ، ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء .

واعلم أن الرفق بالضعفاء واليتامى والصغار يجعل في القلب رحمة وليناً وعطفاً وإنابة إلى عز وجل ، لا يدركها إلا من جرب ذلك ، فالذي ينبغي لك أن ترحم الصغار وترحم الأيتام وترحم الفقراء ، حتى يكون في قلبك العطف والحنان والرحمة و (( إنما يرحم الله من عباده الرحماء )) (49) .

نسأل الله أن يعمنا والمسلمين برحمته وفضله إنه كريم جواد .

* * *




1/260 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا ، وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما ، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه ، فانزل الله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الأنعام:52] رواه مسلم (50)

الـشـرح


ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قال :

(( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر )) وهذا في أول الإسلام في مكة ؛ لأن سعيد بن أبي وقاص رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام ؛ أسلم وأسلم معه جماعة .

ومن المعلوم أن من أول الناس إسلاماً أبا بكر رضي الله عنه ، بعد خديجة وورقة بن نوفل ، وكان هؤلاء النفر ستة منهم ابن مسعود رضي الله عنه ، وكان راعي غنم فقيراً ، وكذلك بلال بن أبي رباح وكان عبداً مملوكاً ، وكانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ يجلسون إليه ويستمعون له وينتفعون بما عنده ، وكان المشركون العظماء في أنفسهم ، يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : اطرد عنا هؤلاء ، قالوا هذا احتقاراً لهؤلاء الذين يجلسون مع النبي صلى الله عليه وسلم .

فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع ، وفكر في الأمر ، فأنزل الله تعالى : ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه ) [الأنعام: 52] ، نهاه الله عز وجل أن يطرد هؤلاء وإن كانوا فقراء ، وإن لم يكن لهم قيمة في المجتمع ، لكن لهم قيمة عند الله ؛ لأنهم يدعون الله بالغداة والعشي ، يعني صباحاً ومساءً ، يدعونه دعاء مسألة فيسألونه رضوانه والجنة ، ويستعيذون به من النار .

ويدعونه دعاء عبادة فيعبدون الله ، وعبادة الله تشتمل على الدعاء ، ففي الصلاة مثلاً يقول الإنسان : رب اغفر لي ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وما أشبه ذلك ، ثم إن العابد أيضاً إنما يعبد لنيل رضا الله عز وجل .

وفي قوله : ( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) تنبيه على الإخلاص وأن الإخلاص له أثر كبير في قبول الأعمال ورفعة العمال عند الله عز وجل ، فكلما كان الإنسان في عمله أخلص ؛ كان أرضى لله وأكثر لثوابه ، وكم من إنسان يصلي وإلى جانبه آخر يصلي معه الصلاة ، ويكون بينهما من الرفعة عند الله والثواب والجزاء كما بين السماء والأرض ، وذلك لإخلاص النية عند أحدهما دون الآخر .

فالواجب على الإنسان أن يحرص غاية الحرص على إخلاص نيته لله في عبادته ، وألا يقصد بعبادته شيئاً من أمور الدنيا ؛ لا يقصد إلا رضا الله وثوابه حتى ينال بذلك الرفعة في الدنيا والآخرة .

قال الله تعالى في آخر الآية : ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ ) يعني ليس عليك شيء منهم ولا عليهم شيء منك ، حساب الجميع على الله ، وكل يجازى بعمله .

( فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [الأنعام 52] ، الفاء هذه التي في ( فتكون ) تعود على قوله : ( فَتَطْرُدَهُمْ ) لا على قوله : ( مَا عَلَيْك ) ، فعندنا هنا في الآية فاءان : الفاء الأولى ( فَتَطْرُدَهُمْ ) وهذه مرتبة على قوله : ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ )، و( فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) مرتبة على قوله : ( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ ) يعني فإن طردتهم فإنك من الظالمين .

ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن يكون جليسه من أهل الخير الذين يدعون الله صباحاً ومساءً يريدون وجهه ، وألا يهتم بالجلوس مع الأكابر ، والأشراف ، والأمراء ، والوزراء ، والحكام ؛ بل لا ينبغي أن يجلس إلى هؤلاء إلا أن يكون في ذلك مصلحة ، فإذا كان في ذلك مصلحة ؛ مثل أن يريد أن يأمرهم بمعروف ، أو ينهاهم عن منكر ، أو يبين لهم ما خفي عليهم من حال الأمة ، فهذا طيب وفيه خير .

أما مجرد الأنس بمجالستهم ، ونيل الجاه بأنه جلس مع الأكابر ، أو مع الوزراء ، أو مع الأمراء ، أو مع ولاة الأمور ، فهذا غرض لا يحمد عليه العبد ، إنما يحمد على الجلوس مع من كان أتقى لله ؛ من غني وفقير ، وحقير وشريف . فالمدار كله على رضا الله عز وجل ، وعلى محبة من أحب الله .

وقد ذاق طعم الإيمان من والى من والاه الله ، وعادى من عاداه الله ، وأحب في الله ، وأبغض في الله ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم كذلك ، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في باب ملاطفة اليتيم والضعفاء 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Al-Resala :: الركن الاجتماعى :: قسم الانشطة-
انتقل الى: