الاغانى حراااااااااام وكذلك الموسيقى.....

ومن اللهو ما تستريح اليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الاذان : الغناء.وهواداه عاتيه من ادوات الاثاره والهدم والالهاء للامه عن غايتها الجليله, وقضاياها الكبيره, ووجابتها الجسيمه .وافه هذا اللون من اللهو : انه ارتبط تاريخيا وواقعيا بالترف ومجالس الشرب , وغدا جزءا اساسيا من حياه اللاهين المتحللين من فضائل الجد والعفاف كما احترفته -على مدار التاريخ - فئات اتسم اكثرها بالميوعه والخلاعه , والبعد عن احكام الدين واخلاق المتقين.

ولهذا غلب على الحس الديني النفور والتنفير منه , ووقف علماء المسلمين منه في مختلف الازمنه مواقف مختلفه , ما بين محرم وكاره ومبيح.
ولا ريب ان هناك انواعا من الغناء اتفقوا علي تحريمها , واخري اتفقوا علي اباحتها , وثالثه هي موضع الاجتهاد والنظر.

فأما ما اتفقوا علي تحريمه , فهو ما اشتمل على معصيه اودعها اليها , واما المباح باتفاق فهو الغناء الفطري الذي يترنم به الانسان لنفسه , او المراه لزوجها او الجاريه لسيدها ومنه حداء الابل ومثله غناء النساء المعتاد في الاعراس في مجتمعهن الخاص ونحو ذلك.
وما عدا ذلك فهو مما تختلف فيه الانظار.

والذي اراه ان الغناء في ذاته لا حرج فيه وهو داخل في جمله "الطيبات" او المسندات التي اباحها الاسلام وان الاثم انما هو فيما يشتمل عليه او يقترن به من العوارض التي تنقله من دائره الحل الي الحرمه او الكراهه التحريميه.

واكثر من ذلك ان يستحب في المناسبات الساره لاشاعه السرور , وترويحا للنفوس وذلك ايام العيد والعرس وقدوم الغئب وفي وقت الوليمه والعقيقه وعند ولاده المولود.

فعن عائشه رضي الله عنها: انها زفت امراه الي رجل من الانصار فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "يلعائشه...ما كان معهم من اللهو؟ فان الانصار يعجبهم اللهو"

وقال بن عباس : زوجت عائشه ذات قرابه لها من الانصار فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال:" اهديتم الفتاه"؟ قالوا نعم . قال : " ارسلتم معها من يغني"؟ قالت لا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ان الانصار قوم فيهم الغزل , فلو بعثتم معها من يقول : اتيناكم , اتيناكم فحيانا وحياكم"

وعن عائشه ان ابا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتين في ايام منى تغنيان وتضربان والنبي صلي الله عليه وسلم متغش بثوبه , فانتهرهما ابو بكر فكشف النبي صلي الله عليه وسلم وجهه وقال :" دعهما يا ابا بكر , فانها ايام عيد"

وقد ذكر الامام الغزالي في كتاب " الاحياء" احاديث غناء الجاريتين , ولعب الحبشه في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم وتشجيع النبي لهم بقوله :"دونكم يابني ارفده".

وقول النبي لعائشه : "نشتهين ان تنظري"؟ ووقوفه معها حين تمل وهي تسأم , ولعبها بابنات مع صواحبها , ثم قال : فهذه الاحاديث كلها في الصحيحين , وهي نص صريح في ان الغناء واللعب ليس بحرام , وفيها دلاله علي انواع الرخص :

الاول : اللعب, ولا يخفي عاده الحبشه في الرقص واللعب.

والثاني : فعل ذلك في المسجد.

والثالث : قوله صلي الله عليه وسلم :" دونكم يابني أرفده " وهذا امر باللعب والتماس له فكيف يقدر كونه حراما؟

والرابع : منعه لابي بكر وعمر رضي الله عنهما عن الانكار والتعليل والتغيير وتعليله بانه يوم عيد وهذا من اسباب السرور.

والخامس : وقوفه طويلا في مشاهدته ذلك وسماعه لموافقه عائشه رضي الله عنها وفيه دليل على ان حسن الخلق في تطييب قلوب النساؤء والصبيان بمشاهده اللعب احسن من خشونه الزهد والتقشف في الامتناع والمنع عنه.

والسادس : قوله صلي الله عليه وسلم قوله لعائشه ابتداء : "اتشتهين ان تنظري"؟

والسابع : الرخصه في الغناء والضرب بالدف من الجاريتين ...الي اخر ما قاله الغزالي
وقد روي عن كثير من الصحابه والتابعين رضي الله عنهم انهم سمعوا الغناء ولم يروا بسماعه بأسا .

اما ما مورد فيه من احاديث نبويه فكلها مثخنه بالجراح لم يسلم منه حديث من طعن الفقهاء الحديث وعلمائه , قال القاضي ابو بكر بن العرب : لم يصح في تحريم الغناء شئ , وقال بن حزم : كل ما ورد فيها باطل موضوع.

وقد اقترن الغناء والموسيقي كثيرا بالترف ومجالس الخمر والحرام مما جعل كثيرا من العلماء يحرمونه او يكرهونه كراهه شديده , وقال بعضهم ان الغناء من ""لهو الحديث " المذكور في قوله تعالي" ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا , اولئك لهم عذلب مهين"

وقال ابن حزم : ان الايه ذكرت صفه من فعلها كان كافرا بلا خلاف اذا اتخذ سبيل الله هزوا ولو انه اشترى مصحفا ليضل عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرا , فهذا الذي ذمه الله عز وجل وما ذم سبحانه قط من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح عن نفسه لا ليضل عن سبيل الله.

ورد ابن حزم ايضا علي الذين قالوا : ان الغناء ليس من الحق فهو اذن من الضلال , قال الله تعالي " فماذا بعد الحق الا الضلال" . قال : ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال : "انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى" فمن نوى باستماع الغناء عونا عونا علي معصيه الله فهو فاسق ومن نوي ترويح نفسه ليقوى بذلك علي طاعه الله عز وجل وينشط نفسه بذلك علي البر فهو مطيع محسن وفعله هذا من الحق ومن لم ينو طاعه ولا معصيه فهو لغو معفو عنه كخروج الانسان الي بستانه متنزها وقعوده علي باب داره متفرجا .

قيود لابد من مراعتها :
1- فلا بد ان يكون موضوع الغناء مما لا يخالف ادب الاسلام وتعاليمه فاذا كانت هناك اغنيه تمجد الخمر او تعدو الي شربها مثلا فان اداءها حرام والاستماع اليها حرام وهكذا ما شابه ذلك.
2- وربما كان الموضوع غير مناف لتوجيه الاسلام ولكن طريقه اداء المغني له تنقله من دائره الحل الي دائره الحرمه زذلك بالتكسر والتميع وتعمد الاثاره للغرائز والاغراء بالفتن والشهوات.
3- كما ان الدين يحارب الغاز والاسراف في كل شئ حتي في العباده فما بالك في الاسراف في اللهو وشغل الوقت به والوقت هو الحياه؟!
4- تبقي هناك اشياء يكون كل مستمع فيها مفتي نفسه فاذا كان الغناء او لون خاص منه يستثير غريزته ويغريه بالفتنه ويطغي فيه الجانب الحيواني علي الجانب الروحاني فعليه ان يتجنبه حينئذ ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنه علي قلبه وخلقه فيستريح ويريح.
5- ومن المتفق عليه ان الغناء المحرميحرم اذا اقترن بمحرمات اخري كان يكون في مجلس شرب او تخالطه خلاعه وفجور فهذا هو الذي انذر رسول الله صلي الله عليه وسلم اهله وسامعيه بالعذاب الشديد حين قال: " ليشربن اناس من امتي الخمر يسموهنا بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم القرده والخنازير"
والله اعلم