Al-Resala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالتسجيلأحدث الصوردخولالرئيسية

 

 دعوى تناقض العقل مع القران

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
FTNFTN

FTNFTN


انثى
عدد الرسائل : 712
البلد : JORDAN
تاريخ التسجيل : 26/07/2007

دعوى تناقض العقل مع القران Empty
مُساهمةموضوع: دعوى تناقض العقل مع القران   دعوى تناقض العقل مع القران Emptyالجمعة أكتوبر 05, 2007 12:03 am

دعوى
[ تناقض القرآن مع العقل ]



الشبهة


هناك من يقيمون التناقض بين "العقل" و "النقل" ، ويدعون أن الثقافة الإسلامية نقلية لا عقلية ، ويعتقدون أن جميع علماء الأمة بدون استثناء غير مؤهلين ، لأنهم اعتمدوا على النقل وليس التفكير .. وأنه يجب التفكير في كل أمور الدين ، الأصل قبل الفرع .. وإلغاء كل الأساسيات الموجودة التي تعتبرها الأمة من المسلمات ، والبحث من جديد عن الحقيقة ، معتمدين على العقل فقط . . ( ا. هـ ) .


الرد على الشبهة


إن القول بالاعتماد على العقل فقط ـ أي دون النقل ، الذي هو الوحي الإلهي ، في بلاغه القرآني وبيانه النبوي ـ . . واستخدام العقل وحده أداة لإعادة النظر في كل ما تعتبره الأمة من المسلمات . . هو قول يحتاج إلى ضبط .. وإلى تصويب.. ويمكن أن يتم ذلك من خلال إشارات إلى عدد من الحقائق :

أولاها : أن مقام العقل في الإسلام هو مكان عال وفريد ، ولا نظير له في الشرائع السابقة على الشريعة الإسلامية الخاتمة .. فالعقل في الإسلام هو مناط التكليف بكل فرائض وأحكام الإسلام .. أي شرط التدين بدين الإسلام .

وثانيتها : أن النقل الإسلامي ـ وخاصة معجزته القرآنية ـ هو معجزة عقلية ، قد ارتضت العقل حكما في فهمها وفي التصديق بها ، وفي التمييز بين المحكم والمتشابه في آياتها ، وأيضا في تفسير هذه الآيات . . فليس للقرآن كهنوت يحتكر تفسيره ، وإنما هو ثمرة لنظر عقول العلماء المفسرين .. وعلى حين كانت معجزات الرسالات السابقة معجزات مادية ، تدهش العقول ، فتشلها عن التفكير والتعقل ، جاءت معجزة الإسلام ـ القرآن الكريم ـ معجزة عقلية ، تستنفر العقل كي يتعقل ويتفكر ويتدبر ، وتحتكم إليه باعتباره القاضي في تفسير آياتها .. فكان النقل الإسلامي سبيلا لتنمية العقلانية الإسلامية .. وكان هذا التطور في طبيعة المعجزة متناسبا ومتسقا مع مرحلة النضج التي بلغتها الإنسانية ، ومع ختم السماء سلسلة الرسالات والوحي إلى الأنبياء والرسل وأمم الرسالات.

وثالثتها : أن العقل ـ في الإسلام ـ هو سبيل الإيمان بوجود الله ووحدانيته وصفاته .. لأن الإيمان بالله سابق على التصديق بالرسول وبالكتاب الذي جاء به الرسول ، لأنه شرط لهما ، ومقدم عليهما ، فالتصديق بالكتاب ـ النقل ـ متوقف على صدق الرسول الذي أتى به ، والتصديق بالرسول متوقف على وجود الإله الذي أرسل هذا الرسول وأوحى إليه.. والعقل هو سبيل الإيمان بوجود الله ـ سبحانه وتعالى ـ وذلك عن طريق تأمل وتدبر بديع نظام وانتظام المصنوعات الشاهدة على وجود الصانع المبدع لنظام وانتظام هذه المصنوعات .. فالعقل ـ في الإسلام ـ هو أداة الإيمان بجوهر الدين ـ الألوهية ـ وبعبارة الإمام محمد عبده : ".. فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي ، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح ، فقد أقامك منه على سبيل الحجة ، وقاضاك إلى العقل ، ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته .. " (1).
وذلك على حين كان العقل غريبا ومستبعدا من سبل الإيمان ي حقب الرسالات السابقة على الإسلام .. حقب المعجزات المدهشة للعقول ، عندما كانت الإنسانية في مراحل الطفولة "خرافا ضالة" ، تؤمن بما يلقى إلى قلبها ، دون إعمال عقل ، لأن الإيمان لا يحتاج إلى إعمال عقل.. وفق عبارة القديس والفيلسوف النصراني "أنسيلم" [1033 ـ 1109م] .

ورابعتها : أن المقابلة بين "العقل" و"النقل" هي أثر من آثار الثنائيات المتناقضة التي تميزت بها المسيرة الفكرية للحضارة الغربية ، تلك التي عرفت لاهوتا كنسيا ـ نقلا ـ لا عقلانيا ، فجاءت عقلانيتها ، في عصر النهضة والتنوير الوضعي العلماني ، ثورة على النقل اللاعقلاني ونقضا له .. أما في الإسلام ، والمسيرة الفكرية لحضارته وأمته ـ وخاصة في عصر الازدهار والإبداع ـ فإن النقل لم يكن أبدا مقابلا للعقل ، لأن المقابل للعقل هو الجنون ، وليس النقل .. ولأن لنقل الإسلامي ـ القرآن الكريم ـ هو مصدر العقلانية المؤمنة ، والباعث عليها ، والداعي لاستخدام العقل والتفكر والتدبر في آيات الله المنظورة والمسطورة جميعا..
وآيات القرآن التي تحض على العقل والتعقل تبلغ تسعا وأربعين آية..

والآيات التي تتحدث عن "اللب" ـ بمعنى عقل وجوهر الإنسان ـ هي ست عشرة آية .

كما يتحدث القرآن عن "النهى" ـ بمعنى العقل ـ في آيتين ..

وعن الفكر والتفكر في ثمانية عشر موضعا ..

وعن الفقه والتفقه ـ بمعنى العقل والتعقل ـ في عشرين موضعا ..

وعن "التدبر" في أربع آيات .. وعن "الاعتبار" في سبع آيات..

وعن "الحكمة" في تسع عشرة آية ..

وعن "القلب" كأداة للفقه والعقل ـ في مائة واثنين وثلاثين موضعا ..

ناهيك عن آيات العلم والتعلم والعلماء التي تبلغ في القرآن أكثر من ثمانمائة آية .. فالنقل الإسلامي ـ أي الشرع الإلهي ـ هو الداعي للتعقل والتدبر والتفقه والتعلم .. والعقل الإنساني هو أداة فقه الشرع ، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الإلهي .. ولذلك لا أثر للشرع بدون العقل ، كما أنه لا غنى للعقل عن الشرع ، وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين .

ذلك أن العقل ، مهما بلغ من العظمة والتألق في الحكمة والإبداع ، هو ملكة من ملكات الإنسان ، وكل ملكات الإنسان ـ بالخبرة التاريخية والمعاصرة ـ هي نسبة الإدراك والقدرات ، تجهل اليوم ما تعلمه غدا ، وما يقصر عنه عقل الواحد يبلغه عقل الآخر .. وإذا كانت ميادين عالم الشهادة ـ النفس والكون .. أي الدنيا .. مفتوحة على مصاريعها أمام العقل وأمام التجربة ـ بالنسبة للإنسان ـ فإن هناك ميادين ـ وخاصة في معارف عالم الغيب ـ سبيل معرفتها النقل ـ أي الوحى ـ والوجدان ـ القلب والإلهام ـ فالهدايات التي يهتدي بها الإنسان هي "العقل" و"النقل" و "التجربة" و "الوجدان" .. وليست العقل وحده دون سواه .. وبتنوع الهدايات وسبل المعرفة الإنسانية ، مع تنوع مصادر المعرفة الإنسانية ـ الوحي وآيات الله المسطورة ، مع الكون وآيات الله المنظورة ـ تتكامل وتتوازن المعرفة الإنسانية ـ وهذه هي نظرية المعرفة الإسلامية ـ بينما يختل توازن هذه المعرفة إذا هي وقفت ـ في المصادر ـ عند الكون وعالم الشهادة وحده ـ وفي الوسائل وإدراك المعرفة عند العقل وحده ، أو العقل والتجربة وحدهما ، دون النقل والوجدان ..

ولقد عبر عن هذا التكامل والتوازن في ـ نظرية المعرفة الإسلامية الإمام محمد عبده [ 1265 ـ 1323هـ / 1849 ـ 1905م] عندما تحدث ـ في تفسيره لآية ( اهدنا الصراط المستقيم ) من سورة الفاتحة ـ عن"الهدايات الأربع" ـ العقل ، والنقل ، والتجربة ، والوجدان ، كما عبر عن التلازم الضروري بين العقل والنقل ، لتكامل المعرفة الإسلامية عندما قال : ".. فالعقل هو ينبوع اليقين في الإيمان بالله ، وعلمه وقدرته ، والتصديق بالرسالة .. أما النقل ، فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب ، كأحوال الآخرة والعبادات .. والقرآن ـ وهو المعجز الخارق ـ دعا الإسلام الناس إلى النظر فيه بعقولهم .. فهو معجزة عرضت على العقل ، وعرفته القاضي فيها ، وأطلقت له حق النظر في أنحائها ، ونشر ما انطوى في أثنائها .. وإذا قدرنا عقل البشر قدره ، وجدنا غاية ما ينتهي إليه كماله إنما هو الوصول إلى معرفة عوارض بعض الكائنات التي تقع تحت الإدراك الإنساني .. أما الوصول إلى كنه حقيقته فمما لا تبلغه قوته .. ومن أحوال الحياة الأخرى ما لا يمكن لعقل بشري أن يصل إليه وحده .. لهذا كان العقل محتاجا إلى معين يستعين به في وسائل السعادة في الدنيا والآخرة.. "(2)

فالإسلام لا يعرف ـ على الإطلاق ـ هذه الثنائية المتناقضة بين العقل والنقل.. وصريح المعقول لا يمكن أن يتعارض مع صحيح المنقول .. ولقد عبر الإمام محمد عبده عن ما قد يتوهمه البعض تعارضا عندما صاغ حقيقة هذه القضية فقال : "لقد تقرر بين المسلمين أن الدين إن جاء بشئ قد يعلو على الفهم ، فلا يمكن أن يأتي بما يستحيل عند العقل .. " (3) .. ففارق بين ما يعلو على إدراك العقل ، من بعض أمور الدين ، وبين ما يستحيل في العقل الذي برئ ويبرأ منه الدين .

ومن بين علماء الإسلام الذين عبروا ـ بصدق وعبقرية ـ عن تكامل العقل والنقل ـ الحكمة والشريعة ـ حجة الإسلام ـ أبو حامد الغزالي [ 450 ـ 505هـ / 1058 ـ 1111م ] عندما قال : "إن أهل السنة قد تحققوا أن لا معاندة بين الشرع المنقول والحق المعقول ، وعرفوا أن من ظن وجوب الجمود على التقليد واتباع الظواهر ، ما أتوا به إلا من ضعف العقول وقلة البصائر . وأن من تغلغل في تصرف العقل حتى صادموا به قواطع الشرع ، ما أتوا به إلا من خبث الضمائر. فميل أولئك إلى التفريط ، وميل هؤلاء إلى الإفراط ، وكلاهما بعيد عن الحزم والاحتياط .. فمثال العقل : البصر السليم عن الآفات والآذاء ، ومثال القرآن : الشمس المنتشرة الضياء ، فأخلق أن يكون طالب الاهتداء المستغنى إذا استغنى بأحدهما عن الآخر في غمار الأغبياء ، فلا فرق بينه وبين العميان . فالعقل مع الشرع نور على نور.. " (4).

وهذه العلاقة بين العقل والنقل ـ علاقة التكامل والتآخي ـ هي التي أكد عليها أبو الوليد ابن رشد [520 ـ 654هـ / 1126 ـ 1198م] عندما قال : ".. فإنا ـ معشر المسلمين ـ نعلم على القطع ، أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع ، فإن الحق لا يضاد الحق ، بل يوافقه ويشهد له .. فالحكمة هي صاحبة الشريعة ، والأخت الرضيعة .. وهما المصطحبتان ، المتحابتان بالجوهر والغريزة.." (5).

فالباب مفتوح على مصراعيه أمام العقل في سائر ميادين عالم الشهادة. وهو سبيل الفقه والفهم والتكليف في الشرع والدين .. لكن لابد من مؤازرة الشرع والنقل للعقل فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أخبار عالم الغيب والحكم والعلل من وراء بعض أحكام العبادات في الدين .. وما قد يبدو من تعارض ـ عند البعض ـ أحيانا بين العقل والنقل ، فهو تعارض بين العقل وبين "ظاهر" النقل وليس حقيقة معنى النقل أو مرجعه إلى تخلف "صحة" النقل .. أو تخلف "صراحة" العقل.. أو وجود ما يعلو على الفهم ، لا ما يتعارض مع العقل.. فالعقل مع الشرع ـ كما قال حجة الإسلام الغزالي ـ "نور على نور" .. وما الحديث عن التعارض بينهما إلا أثر من آثار الغلو في أحدهما ، تفريطا أو إفراطا.

وإذا كانت البداهة والخبرة البشرية ـ وحتى الحكمة الفلسفية ـ تقول : إن من مبادئ الدين والشرائع ما لا يستقل العقل بإدراك كنهه وحقيقة جوهره ، فكيف يجوز لعاقل أن يدعو إلى تحكيم العقل وحده في كل أساسيات الدين ؟ ! لقد قال الفيلسوف الفقيه أبو الوليد ابن رشد وهو الذي احترم عقلانيته المتألقة الأوروبيون والمسلمون جميعا . قال عن رأي الفلاسفة القدماء في مبادئ الشرائع التي لا يستقل العقل بإدراكها : "إن الحكماء من الفلاسفة ليس يجوز عندهم التكلم ولا الجدل في مبادئ الشرائع مثل : هل الله تعالى موجود ؟ وهل السعادة موجودة ؟ وهل الفضائل موجودة ؟ . وفاعل ذلك عندهم محتاج إلى الأدب الشديد ، ولذلك وجب قتل الزنادقة .. فيجب على كل إنسان أن يسلم بمبادئ الشرائع ، لأن مبادئها أمور إلهية تفوق العقول الإنسانية ، وكيفية وجودها هو أمر معجز عن إدراك العقول الإنسانية ، فلابد أن يعترف بها مع جهل أسبابها .." (6).

فليس هناك عاقل يحكم العقل فيما لا يستقل العقل بإدراكه من مبادئ الشرائع والمعجزات ، وكنه وجوهر وحقائق المغيبات.

وليس هناك عاقل يغفل أو يتغافل عن مكانة ودور العقل في دين الإسلام.

وإدراك وظيفة العقل.. وميدان عمله .. وحدود قدراته ، هو لب الاحترام للعقل، وليس فيه انتقاص من سلطانه ،الذي تألق في دين الإسلام وفكر المسلمين.



المراجع والهوامش
ـ


1ـ [ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ] ج3 ص 301.
2ـ المصدر السابق ج3 ص 325 ، 379 ، 397.
3ـ [ الأعمال الكاملة ] ج 3 ص 257.
4ـ [ الاقتصاد في الاعتقاد ] ص 2 ، 3 . طبعة القاهرة . مكتبة صبيح بدون تاريخ.
5ـ [ فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ] ص 31 ، 32 ، 67 . دراسة وتحقيق د/ محمد عمارة . طبعة دار المعارف . القاهرة سنة 1999م.
6ـ [ تهافت التهافت ] ص 121 ، 122 ، 125، طبعة القاهرة سنة 1903م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FTNFTN

FTNFTN


انثى
عدد الرسائل : 712
البلد : JORDAN
تاريخ التسجيل : 26/07/2007

دعوى تناقض العقل مع القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوى تناقض العقل مع القران   دعوى تناقض العقل مع القران Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2007 10:50 am

الم تقرؤا الموضوع بعد......

ام هذا ايذان بان اتوقف ان وضع الشبهات والدعاوى على الاسلام......


الا يجب ان نعلم ما يتقولون على ديينا.....


ونعلم كيف نرد على ما يدعون؟؟؟؟


فاين انتم ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Fighter for Islam
مشرفة الركن الدعوى
مشرفة الركن الدعوى
Fighter for Islam


انثى
عدد الرسائل : 224
العمر : 31
البلد : Egypt
تاريخ التسجيل : 14/07/2007

دعوى تناقض العقل مع القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوى تناقض العقل مع القران   دعوى تناقض العقل مع القران Emptyالإثنين أكتوبر 22, 2007 6:23 pm

هذا ليس إذانا بأى شىء سوى بعض التكاسل
موضوعك رائع و سأساهم فيه حالما تحتاح لى الفرصة إن شاء الله ببعض الشبهات
جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعوى تناقض العقل مع القران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Al-Resala :: ألركن الدعوى :: الدفاع عن الاسلام-
انتقل الى: