( مثل المرأة )
قال أبو الشيخ الأصباني : حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا داود بن حماد بن الفرافصة حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (إنَّمَا مَثَلُ المَرْأَةِ كَمَثَلِ الضِّلْعِ إنْ تَحْرِصْ عَلَى إقَامَتِه تَكْسِرْه وإنْ تَسْتَمْتِعْ بهِ تَسْتَمْتِعْ بِه وفيهِ عِوَجٌ ) (1)
إسناده رجاله ثقات
==========
تعليق :
==========
==========
(ا) الحكم : الحديث في الصحيحين .
----------
(ب) الشرح :
(فإن المرأة خلقت) أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة (من ضلع) بكسر ففتح أو فسكون . قال القاضي : والضلع بكسر فسكون واحد الأضلاع استعير للمعوج صورة ومعنى وقيل أراد به أن أول النساء خلقت من ضلع فإن حواء خرجت من ضلع آدم قيل الأيسر وقيل القصرى كما تخرج النخلة من النواة ثم جعل محلها لحم (فإن ذهبت نفييمه كسرته) أي إن أرادت منها تسوية اعوجاجها أدى إلى فراقها فهو ضرب مثل للطلاق(وإن تركته) أي لم تقمه (لم يزل أعوج) فلا يطمع في استقامتهن البتة (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) ذكر تأكيد لمعنى الكسر وإشارة إلى أنها خلقت من أعوج آخر الضلع مبالغة في إثبات هذه الصفة لهن أوضربه مثلا لأعلى المرأة لأن أعلاها رأسها وفيه لسانها وهو الذي يحصل به الأذى وأعاد الضمير مذكرا على تأويله بالعضو وإلا فالضلع مؤنثة وقول الزركشي تأنيثه غير حقيقي فلذلك ذكر رده الدماميني بأن معاملة المؤنث غير الحقيقي معاملة المذكر إنما هو بالنسبة إلى ظاهره إذا أسند إليه مثل طلع الشمس وأما مضمره فكالمؤنث الحقيقي في وجوب التأنيث (فاستوصوا) أيها الرجال (بالنساء خيرا) ختم بما به بدأ إشعارا بكمال طلب الوصية بهن وزاد التأكيد بالإظهار في محل الإضمار وفيه رمز إلى أن التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه ولا يترك فيستمر أعوج فالمبالغة ممنوعة وتركها على العوج ممنوع وخير الأمور أوسطها (2)
------------------
(ج) المصادر :
(1) الأمثال في الحديث ( 1 / 218 ط الدار السلفية الهند سنة 1987) للإمام أبي الشيخ الأصبهاني
(2) فيض القدير ( 1/503 ط المكتبة التجارية مصر سنة 1365 هـ) للإمام المناوي .