وعند شروق الشمس كان قد وصل غالب إلى القرية ، فباع الماعز إلى تاجر يملك قطيعا من الماشية وقبض الثمن،" ألفا من الدنانير"
، أخذ غالب المال ووضعه في صرة واتجه نحو بيته..
وفي القرية المجاورة حيث يقطن صالح،وعند شروق الشمس استيقظ صالح فلم يجد الضيف ولا الماعز ففهم أن ضيفه كان لصا وقد سرقه
..فحزن وسأل الله تعالى أن يعينه في مصيبته.،وجلس يفكر ماذا يفعل؟
ثم اهتدى إلى فكرة وهي أن يتبع آثار اللص مع الماعز ويسأل من في الجوار حتى يعرف طريقه، وقد ساعدته الأرض التي كانت لا تزال طرية من ماء المطر ..فتبع الآثار حتى وصل إلى القرية المختارة ، وهناك قابل التاجر "علي" وسأله عن شاب طويل يقود ثلاثة من الماعز..، فأخبره التاجر بأن الشاب قد باعهن وقبض الثمن منه ..ألف دينار،
وبمعونة من التاجر عينه وأهل القرية استدل صالح على مكان غالب، وعندما وصل إلى بيته طرق الباب، فتح غالب الباب فبدت الدهشة على وجهه لما رأى صالحا واقفا أمامه،
فقال له: كيف عرفت مكاني؟ رد صالح: هداني الله،
ثم أردف قائلا: لماذا تركتنا وذهبت دون وداع؟ رد غالب: ما أردت أن أزعجك وكنت في عجلة من أمري، قال صالح : لقد جئت لأرد لك شيئا نسيته عندي..، قال غالب: فما هو؟ رد صالح: كيس نقود يحوي ألفا وخمسمائة من الدنانير..،تحير غلب وقال: أين وجدته؟ رد صالح؟ قرب العشب ..فعلمت أنك فقدته.
ظن غالب أن صالح لم يدرك بعد اختفاء الماعز، وطمع في كيس النقود الذي تحدث عنه صالح
فسأله عن مكان الكيس فقال صالح: قد دفنته في مكان قريب من هنا وسأبيت معك الليلة وفي الصباح نذهب سوية لإحضاره.
بات صالح عند غالب ولمح كيس النقود التي كان يضعها غالب عند رأسه فتظاهر صالح بالنوم وأصدر شخيرا ليوهم غالب أنه يغط في نوم عميق
، اطمأن غالب لنوم صالح فنام، وفجأة صرخ صالح قائل عقرب - عقرب
. فزع اللص من نومه وصاح قائلا أين هي؟ رد صالح : رأيتها تدخل تحت فراشك، انتفض غالب فزعا ينفض فراشه في هلع باحثا عن العقرب فانتفضت صرة النقود بعيدا،فأخذها صالح بسرعة ثم صاح قائلا هاهي العقرب دخلت هنا، وأشار إلى فراش غالب راح غالب ينفض وينفض فزعا فقال صالح: كيف أبيت في بيت أوت عقربا
وخرج إلى الطريق وترك غالبا على حاله، وأثناء الطريق فتح صالح صرة النقود فوجد فيها ألف دينار فقال: هذا ما أطلب فلا أريد سوى حقي، واتجه نحو بيت التاجر القريب من حانوته وحكى له القصة..، فأخذ التاجر النقود ورد له الماعز ، وعاد صالح إلى بيته الصغير.
أما اللص الشاب "غالب" فلم يجد العقرب ولا كيس النقود..فعلم أن صالح قد خدعه ، فندم وقال( فاعل الشر لا يكسب)
.